ما هو “إعلان نيويورك” الذي تبنته الجمعية العمومية للأمم المتحدة بالأغلبية

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة 12 سبتمبر/أيلول 2025م، قراراً يؤيد “إعلان نيويورك” الرامي إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتعزيز حل الدولتين لتحقيق التسوية السلمية لقضية فلسطين، وهو القرار الذي قوبل بترحيب دولي وعربي وإسلامي، فيما أعرب الاحتلال عن رفضه للقرار. و”إعلان نيويورك” وهو ما صدر عن “مؤتمر حل الدولتين” برئاسة السعودية وفرنسا، وبغياب أمريكي، لدعم مسار الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية في يوليو/تموز الماضي من العام 2025م والذي عُقد في نيويورك.

ما الذي جاء في إعلان نيويورك؟

  • تضمّن “إعلان نيويورك” الاتفاق على العمل المشترك لإنهاء الحرب في قطاع غزة، والتوصل إلى تسوية عادلة وسلمية ودائمة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بناءً على التطبيق الفعّال لحل الدولتين، وبناء مستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين وجميع شعوب المنطقة.
  • وأكد رفض أي أعمال تؤدي إلى التغييرات الإقليمية (المتعلقة بالأرض) أو الديموغرافية (السكانية)، بما في ذلك التهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين، الذي يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.
  • كما جدّد الإعلان إدانة جميع الهجمات من أي طرف ضد المدنيين، بما في ذلك جميع أعمال الإرهاب، والهجمات العشوائية، وكل الاعتداءات ضد الأعيان المدنية، والأعمال الاستفزازية، والتحريض، والتدمير.
  • وأشار الإعلان إلى أن أخذ رهائن (أسرى) محظور بموجب القانون الدولي.
  • وأدان الإعلان الهجمات الإسرائيلية ضد المدنيين في قطاع غزة، بما في ذلك استهداف البنية الأساسية المدنية، والحصار، والتجويع وصولاً إلى كارثة إنسانية مدمّرة من ناحية، والهجمات التي ارتكبتها حماس ضد المدنيين في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 من ناحية أخرى.
  • وقال الإعلان إن الحرب والاحتلال والإرهاب والتهجير القسري لا يمكن أن تؤدي إلى تحقيق السلام أو الأمن، وإن الحل السياسي هو الوحيد الكفيل بتحقيق ذلك.
  • وأضاف أن إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتطبيق حل الدولتين، هما السبيل الوحيد لتلبية التطلعات المشروعة، وفق القانون الدولي، لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين، وأفضل طريقة لإنهاء العنف بكافة أشكاله، وأي دور مزعزع للاستقرار من الأطراف من غير الدول، ووضع حد للإرهاب والعنف بكل الصور، وضمان أمن الشعبين، وسيادة الدولتين، والسلام، والازدهار، والتكامل الإقليمي من أجل مصلحة شعوب المنطقة.
  • وتعهّد المسؤولون والمندوبون في الإعلان باتخاذ خطوات ملموسة، محددة بإطار زمني، ولا يمكن التراجع عنها، من أجل التسوية السلمية لقضية فلسطين وتطبيق حل الدولتين، وتجسيد، بأسرع وقت ممكن، عبر أعمال ملموسة، دولة فلسطين المستقلة الديمقراطية ذات السيادة، القادرة على الاستمرار اقتصادياً، التي تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل، بما يمكن التكامل الإقليمي والاعتراف المتبادل.
  • وتضمّن الإعلان مطلباً بوقف إسرائيل الفوري للأنشطة الاستيطانية وعنف المستوطنين، وهو شرط للتطبيع الإقليمي مع قيام دولة فلسطينية، ودعوة لقبول فلسطين عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة.
  • ونص أحد بنود الإعلان على مطلب مراجعة الكتب المدرسية، ليس فقط في فلسطين، بل في إسرائيل أيضاً.

كيف صوت أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة على إعلان نيويورك؟

  • أقرت الجمعية العامة القرار الفرنسي السعودي، المعنون بـ”إعلان نيويورك” بشأن التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين”، بأغلبية 142 صوتاً من حضور جلسة التصويت، مقابل 10 أصوات معارضة، وامتناع 12 دولة عن التصويت، وذلك من أصل 193 دولة عضواً في الأمم المتحدة،
  • الدول الرافضة للقرار: إسرائيل، الولايات المتحدة الأمريكية، الأرجنتين، المجر، ميكرونيزيا، ناورو، بالاو، بابوا غينيا الجديدة، باراغواي، تونغا.
  • الدول الممتنعة عن التصويت: ألبانيا، الكاميرون، جمهورية التشيك، الكونغو، الإكوادور، إثيوبيا، فيجي، غواتيمالا، مقدونيا الشمالية، مولدوفا، ساموا، جنوب السودان.
  • لم تشارك إيران في التصويت على المبادرة الفرنسية السعودية في الأمم المتحدة، لأنها لا تعترف بدولة إسرائيل، وبالتالي لا يمكنها دعم حل الدولتين.

كيف ردت إسرائيل على إعلان نيويورك؟

رفضت حكومة الاحتلال الإسرائيلية في بيان قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، واصفة إياه بالسيرك السياسي المنفصل عن الواقع، وقال سفيرها لدى الأمم المتحدة: “هذا اقتراح فارغ يتجاهل الواقع تماماً، وليس دبلوماسياً، إنه إعلان أحادي الجانب يتبنى أكاذيب أعدائنا ويضفي الشرعية على حماس، هذا الاقتراح لا يجلب السلام، بل يُطيل أمد الحرب”.

وجدير بالذكر أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ اتفاق أوسلو 1993م تعاملت مع فكرة الدولتين بانتقائية، وربطتها بشروط تجعل تطبيقها صعباً، من دون إعلان رفض صريح له. غير أن مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شهدت تحولاً؛ إذ ألمح عام 2009 إلى قبول مشروط بدولة فلسطينية منزوعة السلاح، قبل أن يتراجع لاحقاً، وصولاً إلى حكومته الحالية التي تُعدّ الأكثر تطرفاً، حيث أعلنت في أكثر من مناسبة رفضها المطلق لحل الدولتين، رغم الدعم الدولي والأممي الواسع له.

ماذا يعني إعلان نيويورك؟

  • اعتبرت وسائل إعلام عبرية أن “إعلان نيويورك” يأتي في وقت غير مناسب على الإطلاق بالنسبة لإسرائيل في الوقت الذي تركز فيه تل أبيب على الحرب في غزة، وما وصفها بـالتهديدات الإقليمية.
  • يُعد “إعلان نيويورك” وسيلةً لزيادة الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة، وفق تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية.
  • وقال تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية إن “إعلان نيويورك”، الذي دعم حكومة فلسطينية من دون حماس، يهدف إلى إظهار أن إسرائيل والولايات المتحدة معزولتان في معارضتهما لحل طويل الأمد لحرب غزة، وكيف أن دولاً مثل ألمانيا، وهي مؤيد قوي لإسرائيل، تدعم حلاً تحكم فيه السلطة الفلسطينية الضفة الغربية وغزة.
  • أشارت تقارير أمريكية أن “إعلان نيويورك” وبعدما أعلنت كلاً من بريطانيا وفرنسا نيتهما الاعتراف بدولة فلسطين إلى أن هذا القرار يزيد من عزلة إسرائيل على الساحة الدولية بسبب الحرب التي تخوضها في غزة.
  • أشار تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال؛ أنه لن يكون لاعتراف عدد متزايد من الحلفاء الغربيين بدولة فلسطينية تأثير ملموس يُذكر في إسرائيل أو الأراضي الفلسطينية، لكنه يكشف عن تصدعات كبيرة في الدعم الغربي لإسرائيل، الذي كان يُعتبر في السابق راسخاً.
ما هو “إعلان نيويورك” الذي تبنته الجمعية العمومية للأمم المتحدة بالأغلبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *